تعود “تفاصيل الكاملة” في سرقة لوحة فنية قيمة ب 6 ملايير بالدارالبيضاء

 hisspress.net 

 تحرير : المصطفى لصفر : فتحت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء، وذلك للتحقق من صحة وأصلية اللوحة الفنية التي تم حجزها بالمدينة، والتي يشتبه في كونها متحصلة من عملية سرقة من كنيسة بشمال إيطاليا، وأنها تتعلق – ترجيحا- بعمل فني يصنف ضمن التحف واللوحات الفنية ذات القيمة التاريخية.

وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الجمعة، أن عملية البحث والتقصي في قاعدة بيانات الأعمال والتحف الفنية المصرح بسرقتها أو ضياعها على صعيد المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (أنتربول)، أكدت وجود إشعار بسرقة لوحة تاريخية، بنفس المقاييس والمعايير الفنية، مسجلة من طرف السلطات الأمنية الإيطالية.

وأضاف البلاغ أنه تم إشعار مكتب أنتربول روما بواقعة حجز اللوحة المذكورة، وتمت موافاته ببيانات دقيقة عن حجمها وطبيعتها لتسهيل عملية التحقق من أصليتها، حيث أكد بشكل مبدئي أن الأمر يتعلق فعلا باللوحة التاريخية المصرح بسرقتها من طرف السلطات الإيطالية.

وقد تم، حسب المصدر ذاته، انتداب خبراء من وزارة الثقافة لإخضاع هذه اللوحة لخبرة فنية دقيقة، كما تم اعتماد بروتوكول دقيق لحفظ وتخزين هذه اللوحة، بشكل يسمح بحمايتها والمحافظة عليها وتأمينها، إلى غاية الانتهاء من إجراءات البحث والتحري في القضية.

وأشار إلى أن فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، كانت قد أوقفت يوم الأربعاء 15 فبراير الجاري ثلاثة أشخاص، يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال سرقة وبيع التحف والأعمال الفنية ذات القيمة التاريخية، وحجزت لديهم لوحة فنية مشكوك في مصدرها.

وتعود تفاصيل 

كنز وطني إيطالي، حرره أمن البيضاء، أول أمس (الثلاثاء)، من قبضة شبكة عابرة للقارات، بعد أن ظل «أنتربول» يبحث عنه منذ 2014. وعلمت «الصباح» أن فرقة الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الحي الحسني، بتعاون مع الاستعلامات  المحلية، استعادت أكبر الأعمال الفنية لرسام القرون الوسطي الإيطالي «جيوفاني فرانسيسكو باربييري»، التي دوخ اختفاؤها مسؤولي الكنيسة وأجهزة الأمن الإيطالية، كما كانت موضوع تحقيقات عهد بها إلى فرق أوربية خاصة، قبل أن تحرر بموجب اختفائها، مذكرة بحث على الصعيد الدولي، من قبل «أنتربول».

وتعتبر اللوحة الفنية المرسومة في 1639، والتي اختفت في غشت 2014 من كاتدرائية المدينة الإيطالية مودين، من كبريات الأعمال الفنية للرسام المتوفى في 1666، وتبلغ قيمتها، حسب النقاد التشكيليين الإيطاليين، أزيد من 6 ملايين أورو، أي ما يزيد عن 6 ملايير سنتيم، وهي القيمة التي حددها الناقد الفني الإيطالي فيتوريو سكاربي، أثناء إعلان الكنيسة عن اختفاء اللوحة.

وجاء استرداد المصالح الأمنية بالبيضاء، للتحفة الفنية، إثر أبحاث استغرقت حوالي أربعة أسابيع، انطلقت بمعلومات توصلت بها مصلحة الاستعلامات العامة، عن وجود لوحة فنية غالية الثمن، بحوزة مهاجر بالديار الإيطالية، يقطن بدرب السلطان، وأن الأخير يطلب فيها سعرا لا يقل عن مليار سنتيم.

وإثر ذلك، استجمعت معلومات حول المشبوه، بغية التعرف عن مصدر اللوحة، وشكلها، ما قاد إلى دخول فرقة الشرطة القضائية المحلية، بعد اختيار عناصر، استفادت من تكوينات عالية في اختراق الشبكات الإجرامية، ليتم بعد ذلك فتح حوار مباشر مع وسيط من وسطاء صاحب اللوحة، تكللت بعقد اجتماعات وبمناقشة جودة اللوحة وهل هي أصلية أم مقلدة، ومختلف الجوانب التي يتشبث بها عادة المهووسون بجمع التحف الفنية، ليبتلع المهاجر بالديار الإيطالية الطعم ويحضر اللوحة، مستجيبا لرغبة المشتري، الذي أبدى استعدادا كبيرا للاقتناء.

وأوضحت مصادر «الصباح» أن آخر لقاء عقد في فندق بشارع آنفا، بعد أن ضلل المتهم وشريكين له، العناصر الأمنية بتحديد أماكن متفرقة دون الالتزام بالحضور وإحضار اللوحة، ليتأكد بعد كل تلك المتاهة إلحاح المشتري وجديته في مسعاه.

ولم يدرك المهاجر وشريكاه، أنهم كانوا تحت مراقبة لصيقة من قبل رجال الأمن، زملاء المشتري في مصلحة الشرطة القضائية، إذ ما أن ظهرت اللوحة حتى تم تطويق الجميع وإلقاء القبض عليهم، وحجز اللوحة ونقلها إلى مصلحة الأمن الإقليمي لاستكمال الأبحاث.

وكان مسؤول كاتدرائية مودين، حين إعلان اختفاء اللوحة الأثرية، اشتبه في أن يكون الجاني أو الجناة، استعانوا بناقلة ذات محرك، عبارة عن شاحنة لحمل اللوحة، بالنظر إلى كبر حجمها، وهو ما تسير أبحاث الشرطة القضائية لاستجلائه، إذ يجري التحقيق، منذ أول أمس مع المشتبه فيه الرئيسي، حول طريقة سرقة اللوحة الفنية من الكاتدرائية المصنفة، وأيضا حول طريقة نقلها من إيطاليا عبر التراب الأوربي إلى المغرب، وكيف استطاع عبور الحواجز الجمركية والأمنية دون أن يثير الانتباه إلى أنه يحمل ما اعتبر سرقة القرن في إيطاليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *