المحامون تطوعوا للدفاع للظهورفي تلفزات .. على انفصالين مرتزقة البوليساريو كانوا بأعلام الجمهوريية

hisspress.net

بقلم  /الحاج منعم شوقي : هؤلاء المحامين تطوعوا اليوم بالعشرات للدفاع عن الموقوفين في ما بات يعرف بحراك الحسيمة معتبرين محاكمة هؤلاء فرصة مهمة للظهور في تلفزات العالم والصحف والمواقع الإخبارية ، ولنا في ملف متابعة السلفيين الجهاديين خير مثال على ما نحن بصدد الإشارة إليه ، حيث كان مجرد أن ينضم المحامي إلى لائحة الدفاع عنهم، تبادر بعض القنوات الفضائية الدولية في الاتصال به ليظهر على شاشتها، بمعنى أن المحاكمة تعتبر عند هؤلاء فرصة تاريخية للظهور في وسائل الإعلام ويمكن استثمار هذا الظهور لاحقا ، وتبقى عائلات المعتقلين هي التي تعاني سواء من حيث بعد المسافة بين الحسيمة والدار البيضاء ، أو من حيث ظروفها الاجتماعية ،وليس المحرضين المتواجدين خارج أرض الوطن كالبرلماني الفار من العدالة “سعيد شعو” أو المتسولين بأموال المعاقين بهولندا ك”سعيد ختور”صاحب الفضائح الكبيرة ، وبوجيبار وغيرهم…

ودائما في هذا الإطار ، وفي سياق الركوب السياسي على أحداث الحسيمة ، برزت مجموعة من التصريحات لعدد من البرلمانيين المحسوبين على حزب رئيس الحكومة وهي تحمل المطالبة بالعفو عن الموقوفين في هذه الأحداث والمتابعين بمجموعة من التهم وجهتها إليهم النيابة العامة، ثم شرع قاضي التحقيق في مناقشتها مع الموقوفين كل حسب المنسوب إليه ،ويبقى القول الفصل في النهاية لهيئة الحكم التي ستصدر أحكامها وفق قناعتها بطبيعة الحال ، وقبل هذا لا أحد من حقه الادعاء بأن فلان هو بريء أو مجرم، وبالتالي فهؤلاء البرلمانيين وغيرهم الذين يعزفون أسطوانة العفو حينما يطالبون بالعفو فهم يجهلون أو يتجاهلون القانون ، حيث لا يمكن للملك أن يصدر عفوا عن أشخاص في طور المتابعة وذلك ضمانا لاستقلال السلطة القضائية ، ويمكن حسب الدستور أن يصدر الملك عفوا خاصا حسب الظروف لكن بعد أن تكون الأحكام قد صدرت.

وقبل الوصول إلى مسالة العفو التي تبقى من صلاحيات أمير المؤمنين الذي كان دائما ولا يزال منبعا للرأفة والرحمة وحصنا حصينا للعدل وذخرا وملاذا لشعبه الوفي ،يبقى من حق الجميع أن يعرف حقيقة التهم التي تواجه هؤلاء الموقوفين ، من حقنا أن نعرف هل فعلا تلقى هؤلاء مبالغ مالية من خارج الوطن مقابل ضرب و زعزعة الاستقرار في هذا البلد الأمين ؟هل هناك أيدي تتحرك في الخفاء لاستهداف أمن البلاد وطمأنينة شعبه ؟كذلك وقبل الحديث عن أي عفو ، من حقنا أن نعرف من خرب الممتلكات العامة بمدينة الحسيمة ؟ ومن قاد وشارك في عمليات الاعتداء على عناصر الأمن ومنهم من إدخل إلى العناية المركزة، ومنهم من هشمت جمجمته بشكل وحشي ؟ من حقنا أن نعرف من أقدم على إحراق أسطول من السيارات الأمنية بإمزورن وأحرق عمارة سكنية تقطنها عناصر القوات العمومية مما أدى بهم إلى القفز من الأعلى ونجم عن ذلك تعرض ما لا يقل عن 90 عنصرا من هذه القوات لجروح ؟نريد أن نعرف من قام بكل هذه الأعمال الإجرامية إذا كان هؤلاء الموقوفين في نظر أهل السياسة ومنهم سياسيو العدالة والتنمية ، هم أبرياء؟ ويرفعون شعار “سلمية…سلمية..لا حجرة لا جنوية “…

ما يطالب به بعض برلمانيي العدالة والتنمية، هو أمر لا يهمهم وحدهم ، بل يهم الوطن بأجمعه ، ويهم أيضا الضحايا وذويهم ، ماذا سيقول هؤلاء البرلمانيين لرجل الأمن الذي يرقد بالمستشفى ولا يعرف هل سيخرج سالما أم بعاهة مستديمة ؟وأخيرا نؤكد بأن العفو هو حق، لكن لابد من النظر إلى أن طبيعة الجرائم والجنايات المرتكبة مازالت مستمرة، وأن شعار السلمية ليس سوى قالب لاستقطاب الشباب من أبناء المنطقة ، والحراك ، أي حراك يكون له هدف معين ، وهدف حراك الريف كما قيل هو تحقيق مطالب اجتماعية ، تدخلت الحكومة التي انتخبها المغاربة بمن فيهم إخواننا بالحسيمة ، وحددت الأوراش التي ينبغي الإسراع في إنجازها وتعهدت بأوراش أخرى ، وتقدمت بمجموعة من الاقتراحات والتصورات ، قد لا تكون الإجابة الكاملة عن المطالب ، لكنها المدخل الحقيقي لتنمية المنطقة ، لكن الذين يتمسكون بخيوط الحراك ويديرونه من خلف الستار لم يرقهم تدخل الحكومة بهذا الحجم ولا بما أعلنت عن إنجازه ، فقرروا التصعيد وهو ما شاهدناه في الأيام الأخيرة، وسمعنا قادة الحراك الوظيفيين يؤكدون أنهم لا يمكن أن يتحاوروا مع الحكومة وأن الأحزاب السياسية هي مجرد دكاكين سياسية والمنتخبين لا قيمة لهم ، ولا حوار إلا بعد تلبية المطالب ، وهذا تسطيح خطير لأن تلبية المطالب تكون بالحوار .

مرة أخرى أؤكد بأن المطالب الاجتماعية هدف نبيل ، لكن لا يمكن أن تبرر استعمال العنف في وجه القوات العمومية وإحراق السيارات الأمنية التي اشتريت من أموال الشعب المغربي ، كما أنها لا تبرر تخريب الممتلكات العمومية والخاصة على اعتبار أن الهدف النبيل يحتاج هو الآخر إلى الوسيلة النبيلة.

وبخصوص من يتكلم عن الدور الذي يمكن أن يلعبه رئيس الحكومة السابق عبد الإلاه بنكيران في تهدئة الأوضاع بالحسيمة ، أريد أن أوضح لهم بأن هذه الحكومة التي كان يرأسها السي بنكيران هي من سببت في العديد من الأزمات بعد أن قادت المغرب لمدة خمس سنوات عجاف ، عرفت فيه بلادنا تدهورا خطيرا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي نتيجة السياسات الفاشلة التي نهجتها، ونتيجة بيع الأوهام للمغاربة بدل تنفيذ مشروع وبرنامج واضحين.

من ينكر بأن الحكومة التي كان يرأسها بنكيران أقدمت قبل سنة من رحيلها على إلغاء الملايير من الاستثمارات العمومية ، وبسبب ذلك توقفت العديد من الأوراش في كثير من المدن ومن ضمنها مدينة الحسيمة وأيضا الناظور؟

من ينكر أنه في عهد نفس الحكومة انهارت قوى المواطن بفعل الضربات التي تلقاها من خلال العديد من الزيادات المتتالية في الأسعار ؟ وأخيرا كيف يمكن لشخص تساءل ذات يوم في حربه مع خصمه اللذوذ إلياس العماري “فين جات الحسيمة “هو يعرف طبعا أين توجد الحسيمة ولكنه يريد أن يقول إنها غير مهمة لحزبه العدالة والتنمية .

نتألم كثيرا للوضعية التي تعيشها اليوم عدد من العائلات بمدينة الحسيمة ونواحيها وهي ترى فلذات أكبادها وراء القضبان بسبب سوء التدبير والاندفاع وراء الشعارات في حراك كنا نعتقد أنه حراك اجتماعي محض، لكن مع الأسف تبين أنه حراك مقرنص تقوده بعض الجهات التي يزعجها استقرار المغرب ويزعجها التقدم الذي يعرفه،وإلا فبماذا نفسر قبول رفع علم الجمهورية الصحراوية المزعومة في وقفة تضامنية مع هذا الحراك ، بينما يتم منع رفع العلم الوطني في نفس الحراك وفي الوقفات المتضامنة معه…”يتبع “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *