غزة فلسطين // مجازرغزة … أين الانسانية .. أين الدين .. أين العروبة

hisspress.net

المغرب // البوطيبي محند
يوم السبت 26 يوليوز2014

وسط صمت اقرب إلى التواطؤ، وللمرة الرابعة قصفت إسرائيل الخميس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لجأ إليها نازحون في بيت حانون (شمال غزة) ما أسفر عن مقتل حوالي 15 فلسطينيا وإصابة 200 آخرين.
واكتفى الاتحاد الأوروبي بالدعوة إلى «تحقيق سريع»، وليس واضحا إي تحقيق يريدون خاصة بعد التصريحات الواضحة لمدير الاونروا بيتر كراهنبول التي قال فيها «إن هذه المأساة تظهر مجددا انه ليس هناك إي إنسان في أمان في غزة». إي إن ما يحصل في غزة أصبح نوعا من الإبادة الجماعية. بالإضافة إلى إن القانون الدولي يجرم إي قصف لمناطق مدنية حتى وان ثبت وجود أسلحة فيها، وهو ما تنفيه المقاومة، ولم يتوفر إي دليل عليه.
فيما أعلنت السعودية عن مساعدة قيمتها 100 مليون ريال (25,7 مليون دولار) مخصصة لمواجهة أعباء نقص الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة لعلاج الجرحى والمصابين في قطاع غزة، لكنها لم توضح كيف سيتم توصيل هذه المساعدة في ظل العدوان وإغلاق البنوك والحدود معا.
إما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فالقى خطابا مرتجلا استغرق عشرين دقيقة بمناسبة ليلة القدر بعد ساعات قليلة من المجزرة، إلا انه لم يتسع لبضع كلمات يدين فيها ذبح أبناء غزة، بالرغم من إن شيخ الأزهر الذي سبقه في الحديث كان أدان المجازر بوضوح وقال: «الكيان الصهيوني ما كان يجرؤ على المجازر لشعب غزة لو أن العرب كانت لهم كلمة واحدة وكانت فلسطين تحت راية واحدة، وعلى هذا الكيان المتغطرس أن يعلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا عليهم، وإنما الهم الأول للعرب والمسلمين».
إما الرئيس الفلسطيني الذي «عدل خطابه السياسي» ليتفق مع نهج المقاومة قبل يومين، ونجح في توحيد المطالب الفلسطينية في ورقة واحدة، فمازال مطلوبا منه اتخاذ إجراء لمحاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب في غزة.
وحسب خبراء قانونيين فان المطلوب من عباس هو ان يوجه خطابا رسميا الى المحكمة الجنائية الدولية يمنحها فيه حق الولاية القانونية على ما يحدث في غزة. وحينئذ يستطيع الشعب الفلسطيني بما يملك من كوادر قانونية وحقوقية كفاءة إن يفتح أبواب الجحيم القضائية على المسئولين الإسرائيليين، بفضل ما يملك من توثيق قانوني للجرائم والمجازر الإسرائيلية.
للأسف لقد فشل العالم، في اتخاذ موقف قانوني أو أخلاقي إنصافا لأهل غزة الذين قدموا أكثر من ثمانمئة شهيد وخمسة ألاف جريح حتى الآن واغلبهم من الأطفال والنساء والمسنين. إما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فلم يكتفيا بسقوطهما الأخلاقي، بل جعلا الضحية في مكان الجاني، وأدانا الصواريخ الفلسطينية بينما مازالا يغضان الطرف عن نتائج هذا «الهولوكوست الإسرائيلي» في غزة.
لكن هل يجب إن نلوم العالم أو الغرب حقا بينما بعض العرب والمسلمين، كادوا إن يكونوا متورطين في هذه المجازر، إما بالصمت والتعتيم الإعلامي والسياسي، أو المواقف السياسية السلبية التي تمنح إسرائيل غطاء أخلاقيا لجرائمها؟
لن نتحدث هنا عن قيام عباس بحل السلطة وإلغاء مسار أوسلو العقيم الذي منح إسرائيل رخصة للقتل، أو سحب السفيرين المصري والأردني من تل أبيب، أو طرد سفيري إسرائيل من القاهرة وعمان أو حتى «إزعاجهما» بمجرد استدعاء بروتوكولي لإبلاغهما بالاحتجاج على قصف البيوت ومدارس الاونروا في غزة، ولن نتحدث عن موقف عربي موحد أو شبه موحد بمطالبة أو حتى مناشدة حلفاء إسرائيل للضغط عليها. لكن فقط نسأل ما الذي ينتظره العرب لإقامة جسر إغاثة جوي لإغاثة غزة وقد أصبحت منطقة منكوبة، خاصة بعد أن طالبت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة بإقامة ممر أنساني لإجلاء الجرحى وتقديم الأدوية والعلاج اللازم.
أي أمة عربية أو إسلامية هذه التي تتفرج على بعض أبنائها يذبحون في هذه «الأيام المباركة» التي من الواجب فيها على كل مسلم إن يهتم بالضعفاء والمظلومين والمحتاجين. إي «ليلة القدر» يحتفل بها بعض القادة العرب، فيما يصمون آذانهم عن المذبحة القريبة في غزة، بل وماذا بقي من الدين نفسه و«الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو..» ؟ واذا لم يبق لدينا دين ولا عروبة، فهل جفت الإنسانية والنخوة في العروق إلى هذا الحد؟

رأي القدس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *