وكالة المخابرات المركزية الامريكية تستعمل عدة طرق من تعذيب بقوة

الغارديان ـ د. روش | ترجمة: إ.السعيدي
السبت 20 دجنبر 2014

تمت تعرية كل أعمال الرعب في برامج الاستجواب والاحتجاز من قبل وكالة المخابرات المركزية، التي بدأت بالاشتغال في أعقاب هجمات 11 شتنبر الإرهابية، عبر تقرير مجلس الشيوخ الذي طال انتظاره، والذي صدر الأسبوع الماضي.

لقد تم إجبار المعتقلين على الوقوف على أطرافهم المكسورة لساعات، وبقوا في الظلام الدامس وحُرموا من النوم لمدة وصلت أحيانا إلى 180 ساعة، وأحيانا أخرى تم تكبيل الأسلحة مع رؤوسهم.

تعرض السجناء كذلك لما يعرف بـ”التغذية العكسية” أي تلك التي تتم عن طريق الشرج دون ضرورة طبية لذلك، وأجري لهم هذا النوع من التعذيب بقوة مفرطة. ويبرز تقرير سجين واحد تم تشخيص حالته في وقت لاحق إصابته بشقوق في منطقة الشرج، والبواسير المزمنة، بسبب ذلك النوع من التعذيب.

ويشير التقرير إلى عمليات إعدام واعتداءات وهمية، فقد هدد عملاء الولايات المتحدة بشق حلق والدة أحد المعتقلين، والاعتداء جنسيا على أخرى، كما هددوا الأسرى بإيذاء أطفالهم. كما توفي أحد السجناء بسبب انخفاض حرارة جسمه، بسبب إجباره على الجلوس على أرضية باردة وهو عار.

زنازن قذرة

بدأت وكالة الاستخبارات المركزية بإنشاء مركز احتجاز متخصص في أبريل 2002، وعلى الرغم من عدم تحديد موقعه في التقرير إلا أنه تم التعرف على ما يجري داخله. وقد وصفت الظروف التي كانت تسود داخله في التقرير الذي نشر حوله.

كان السجناء يتركون عراة أو يتم تكبيل أيديهم فوق رؤوسهم لفترات طويلة من الزمن، كما ذكر أن خمسة ضباط من وكالة المخابرات المركزية انخرطوا في عمليات التعذيب، فكانوا يقومون بتمزيق ملابس المعتقلين ويجرونهم إلى أعلى وأسفل الممر الطويل حيث يتم ضربهم وإيذاؤهم بشدة.

التجميد حتى الموت

في كوبالت، حققت وكالة الاستخبارات المركزية في عام 2002 مع جول رحمان، الذي يُعرف بأنه متطرف إسلامي، وقد تعرّض هذا الأخير أثناء التحقيق معه لـمدة 48 ساعة للحرمان من النوم، بالإضافة إلى العزلة والحمام البارد. كما كان يجبر على الجلوس عاريا على الأرض الباردة، بعدما أمر ضابط بنزع كل ملابسه عنه بدعوى أنه لم يكن متعاونا خلال الاستجواب.

في اليوم التالي، وجد الحراس رحمان ميتا، وبعد تشريح الجثة عرف أنه مات بسبب انخفاض حرارة جسمه، بعد أن أجبر على الجلوس على أرضية باردة وهو عار.

مقيدون على جدار

استجوبت وكالة المخابرات المركزية في النصف الأول من عام 2003 أربعة معتقلين، وُصفت حالتهم فيما بعد بأنها “مضاعفات طبية في الأطراف السفلية من أجسادهم”: كان اثنن منهم يعانيان من كسر في القدم، بينما عانى آخر من بينهم من التواء في الكاحل وآخر في ساقه.

قيَّد ضباط وكالة المخابرات المركزية كل واحد منهم في وضعية وقوف كي يحرمهم من النوم لفترات طويلة، حتى جاء تقييم الطاقم الطبي بأنهم لم يعودوا قادرين على الحفاظ على نفس ذلك الموقف.

الإيهام بالغرق في حالة أبو زبيدة وخالد الشيخ محمد

جاء في التقرير كون أبو زبيدة كان يعاني من كسر في رجله طيلة مدة الاستجوابات، وجاء في وثائق وكالة المخابرات المركزية قولها بأنه”عندما أثاره المحقق، سار على قدميه إلى حين وصوله إلى المياه الجوفية.

“في بعض الأحيان وصف أبو زبيدة بالهستيري لأنه وصل إلى مستوى أصبح خلاله غير قادر على التواصل بشكل فعال، وذلك بسبب إجباره على تناول السوائل فقط بشكل غير طوعي، زيادة على الضغط على ساقه المكسورة، دون نسيان جلسات الاستنطاق والإيهام بالغرق. وهكذا “أصبحت حالته لا تستجيب تماما، وكف عن التواصل بأي شكل من الأشكال، ليصبح أبو زبيدة في حاجة لتدخل طبي.

وقال طبيب وكالة المخابرات المركزية المشرف على الإيهام بالغرق في حالة خالد الشيخ محمد، إن السجين كان يتناول الكثير من المياه، كما أنه أصبح يشعر بالقلق، لأن حمض المعدة قد تم تقيؤه كاملا، ممّا رجح الإضرار بالمريء. وقد حذر الطبيب، بأنه يجب على وكالة الاستخبارات المركزية البدء في استخدام المياه المالحة.

CIA تضلِّل الصحافة

أعطت وكالة الاستخبارات المركزية معلومات غير دقيقة للصحفيين، في إحاطات خلفية لتضليل الرأي العام حول فعالية برنامجها للاستجواب، كما يكشف التقرير.

وسعيا لتغليط التقارير الصحفية، قام ضباط وكالة المخابرات المركزية ومكتب وكالة الاستخبارات المركزية للشؤون العامة (OPA) بإخفاء معلومات أساسية على برنامج أُعد للصحفيين، بما فيها المعلومات المتعلقة بوجود برنامج الاحتجاز والاستجواب الخاص بوكالة الاستخبارات المركزية.

وتضمن مقال دوغلاس جيهل في صحيفة نيويورك تايمز أيضا معلومات سرية كبيرة، ورغم ذلك لم يتم تقديمه للتحقيق لأنه استند على المعلومات التي قدمتها وكالة المخابرات المركزية. وكانت العديد من المغالطات قد سربت عبر وكالة المخابرات المركزية لتزويد الصحفيين بها، بما يتفق عليه مع معلومات غير دقيقة تعمد الوكالة لتقدمها لصناع القرار في ذلك الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *