تاريخ اقليم بركان \\ أسست مدينة ابركان في أوائل القرن العشرين على أنقاض قرية كانت موجودة حول قبر سيدي امحمد ابركان والتي كانت تدعى “أبا محمد او بركان” ثم سميت بعد ذلك أبركان وهي كلمة امازيغية تعني “اسْوَدْ” نسبة الى وليها الصالح سيدي امحمد ابركان بن الحسن بن مخلوف الراشدي،

hisspress.net

بركان \\ مصطفى عياد رفقة زملائه
يوم الاثتين 2 مارس 2015 م 
أسست مدينة ابركان في أوائل القرن العشرين على أنقاض قرية كانت موجودة حول قبر سيدي امحمد ابركان والتي كانت تدعى “أبا محمد او بركان” ثم سميت  بعد ذلك  أبركان وهي كلمة امازيغية تعني “اسْوَدْ” نسبة الى وليها الصالح سيدي امحمد ابركان بن الحسن بن مخلوف الراشدي، وهو فقيه محدث له بعض المؤلفات في علم الحديث توفي سنة 868هـ ، ودفن بالمكان المعروف باسمه على حافة وادي شراعة عند مدخل المدينة من جهة الغرب. أصله من جبل راشد بالجزائر، ويرجع نسبه الى الراشديينالموجودين بقسم بني منقوش بالمحل المعروف ب: “اغزر واشريك ” واد الشريك. الذي يوجد بين بني محفوظ والطرشة جنوب مدينة عين الركادة على بعد حوالي 4 ك

مدينة بركان هي اليوم نموذج للمدن الفلاحية المتولدة عن سياسة الري التي نهجها المغرب ابتداء من أواسط النصف الاول من القرن العشرين في الدوائر المسقية الكبرى، لا سيما وأنها تقع في سهل تريفة، أحد أغنى السهول المغربية، الموجود في المغرب الشرقي.

إن بروز بركان كمدينة ونموها مرتبطان أوثق الارتباط بالقاعدة الفلاحية المحلية وتعيش حتى الآن على وتيرة نشاط المجال الفلاحي المحلي. هكذا ومن قرية متواضعة سنة 1936م (3.600 نسمة)، استطاعت بركان ان ترقى الى صف المدن المتوسطة سنة 1982 (60.490 نسمة) وأن تأخذ المكانة الثانية بين مدن إقليم وجدة والثالثة ضمن مدن المغرب الشرقي.

كان يوجد سنة 1900م بجنوب موقع المدينة الاصلي سوق يعقد يوم الخميس وحوله دوار يضم بعض عائلات (90 نسمة). اما الولي سيدي محمد ابركان فكان يوجد على بعد كيلومتر في الشمال الغربي. ويقع كل من الدوار والسوق بين ثلاث كديات تتوسط مخروط انصباب يخترقه وادي شراعة.والموقع الوسط الذي اتخذه التجمع السكني جعله محطة التقاء الطرق المؤدية إلى وادي ملوية ووادي كيس يجبال بني يزناسن يسهل تريفة، وبالتالي ممرا اضطراريا بالنسبة للقبائل المنتجعة التي كانت تفد الى السوق لعرض فواكه وخضر الجبال وحبوب واغنام السهل، بل إن الجبل والسهل هما اللذان سيفسران القاعدة البشرية والفلاحية الاساسية للتطور السكني والاقتصادي في هذا المكان. بالرغم من ان الموضع الملائم والموقع الاستراتيجي، ظل التجمع السكاني الاصلي دوارا دون إشعاع إلى حدود الثلاثينات. وكل المؤهلات الطبيعية والتجارية والبشرية لم تشكل اي حافز لتوسعه في تلك الفترة. إلا ان تحكم الجيش الفرنسي بالمنطقة شجع استقرار المعمرين بسهل تريفة. وعند دخول هؤلاء المعمرين كان الدوار الاصلي يتكون من وحدتين سكنيتين مبنيتين بالطين على طريقة الارياف حول سوق الخميس. وهما الكرابة الفواكة (الاكواخ الفوقية) والكرابة انبويقشار (اكواخ الاقرع) لكن سرعان ماقرر البعض منهم، الذين كانوا يترددون على سوق الخميس، إنشاء قرية لهم على بعد كيلومتر نحو الشمال الغربي لهذا الموضع، قرب مكان عبور وادي شراعة. فشرعوا في بناء قنطرة وثكنة عسكرية وبعض الطرق والمنازل، كما اسسوا مدرسة لفائدة 55 تلميذا أوربيا سنة 1909م ومركزا بريديا ومركزا للتمريض سنة 1910م.

في سنة 1917م كانت تقطن بقرية سيدي محمد ابركان 368 نسمة، وبعد الازمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على اقتصاد المعمرين بالجزائر اتجه البعض منهم الى تريفة سنة 1930م، وادخلوا أسلوب الري بالضخ، مما أثار تغيير أسلوب الانتاج الفلاحي نحو التكثيف والتنويع. أما الجبال المجاورة فظلت تعيش حياة فلاحية راكدة، اضطر معها السكان تحت الضغط الديمغرافي إلى أن يهاجروا ابتداء من 1930م إلى وجدة والجزائر بالخصوص، ثم إلى بركان وأحفير فيما بعد. كثيرا من المهاجرين الذين أصبحوا عمالا في ضيعات المعمرين استقروا مباشرة في النواة السكنية المغربية التي أصبحت تتضخم وتزحف نحو الشمال. لذلك بادرت السلطات المحلية بترحيل السوق قرب الحي الاوربي وإنشاء مجموعة من المؤسسات العمومية في الحد الجنوبي من الحي الاوربي، ومنعت كل بناء خاص به للزيادة من الميز المجالي بين السكن المغربي والمركز الاوربي. وتطور هذا الاخير في البداية نحو الشمال الشرقي، على طول طريق وجدة، ثم في مرحلة ثانية نحو الجنوب الشرقي بنسيج خفيف تتخلله كثير من المساحات الفارغة. وكان يضم هذا الحي معملا للنبيذ بني سنة 1929م وعشر محطات لتلفيف الفواكه قصد التصدير.

مع نمو المساحات المسقية (18.500 هكتار سنة 1957م) وبعد بناء سد مشرع حمادي (1950ــ1956) أصبحت  بركان مركزا فلاحيا ديناميا يشهد نموا سريعا في عدد سكانه. حيث انتقل عدد السكان من 3.600 نسمة سنة 1936م (من بينهم 1650 أوربي و 200 يهودي) إلى 7545 سنة 1947م. أما في الخمسينات فقد تضاعف العدد مرتين ونصفا وانتقل إلى 20496 سنة 1960م، رغم رحيل جزء من الفرنسيين الذين تقلص عددهم بين 1952م (1075 نسمة) و 1959م (555 نسمة فقط) وعرف المركز ايضا توسعا في نشاطه الفلاحي، حيثاصبح سوق الثلاثاء اهم سوق اسبوعي فلاحي بالسهل، رغم إفلات تجارة المزروعات العصرية من قبضته. كما أن النشاط الاداري قد تدعم بإصلاح 1959م الذي منح لبركان مقر دائرة تابعة لاقليم وجدة، تضم القسم الاكبر من جبال بني يزناسن وكل سهل تريفة. مما يفسر أن 45% من سكان المدينة سنة 1971م ولدوا أساسا بتلك المنطقة.

إلا أن التناقض الكبير الذي يلاحظ في تطور موارد المدينة الاقتصادية، هو قلة وتواضع المصانع بها خارج صناعة البناء، حيث أن 55% من الانتاج الفلاحي المحلي يصدر إلى الخارج (حوامض، نبيذ، بواكر) و 10% فقط تحول محليا في معمل السكر بزايو اساسا ثم بمعامل النبيذ وتقطير العطر وسحق النْيُورَا وتصبير الخضر ببركان أو بجوارها. أما محطات تلفيف الفواكه والخضر فإنها تعمل فصليا وتشغل قليلا من اليد العاملة القارة. أما معمل حلج القطن الذي بني سنة 1959م بعد إدخال زراعة القطن فقد اغلق ابوابه سنة 1968م وحول إلى مدرسة للتكوين المهني سنة 1978م.

وتتوزع أهم المجالات الوظيفية على الشكل التالي. تتمركز الانشطة الصناعية شرق حي مربوحة وعلى طول طريق وجدة، وتتمثل إجمالا في 15 مؤسسة للفلاحة والبناء ومطحنة للحبوب ومعمل للنبيذ ومعمل لبطاريات السيارات ومحطة للتبريد ومؤسسة صغيرة لمواد البناء ومواد التلفيف و31 محلا لإصلاح  وتجارة الآلات الفلاحية، والانشطة الإدارية ( البلدية، المكتن الجهوي للاستثمار الفلاحي، الدرك، الشرطة، الجمارك، القباضة) تنتشر أساسا غرب حي مربوحة. أما التجارة التي تعد ثاني قطاع بعد الفلاحة من حيث نسبة المشتغلين به.

بخصوص التشكيل الحضري، تغيرت كثيرا مدينة بركان بفعل النمو السكاني، وشهدت في العقدين الاخيرين حمى البناء الذي بوشر بشكل عشوائي على العموم، والذي يتسم حتى اليوم في كثير من الاحياء بالطابع الريفي. هذا، رغم تعاقب ثلاثة مشاريع لتهيئة المدينة، وضع اولها سنة 1949م والثاني سنة 1953م والثالث سنة 1973م، غير أن التطور السريع للسكن إبتداء من 1970م تحت ضغط طلب البناء من طرف العمال بالخارج والمضاربات الناتجة عنه وقوة الهجرة من الارياف دفع الفئات الضعيفة إلى الاستقرار بالاحياء المنتشرة خصوصا في الجنوب والهوامش الاخرى. إضافة لذلك، عمل غياب القطع الارضية المجهزة على تفاقم هذه الظاهرة، ومازالت حاليا 55% من العمليات العقارية بيد العمال بالخارج. وهناك عامل آخر يطرح مشكلا أمام التهيئة العمرانية المخططة، ويساعد على نمو المضاربة العقارية، وهو اختلال البنية العقارية الحضرية الذي يبرز أن 98،8% من الاراضي المبنية والمجهزة حاليا توجد بحوزة الخواص، وفي المقابل لا تملك الدولة والاوقاف على التوالي سوى 17 هــ و 3،5 هــ.

كل هذه العوامل جعلت امتداد المدينة يظل سريعا ومتجاوزا بذلك كل التخطيطات العمرانية الثلاثة، كما جعلته يفرز بنية حضرية غير تامة، يطبعها التباين وانعدام الهيكلة في الوحدات الحضرية الاربع:

ـــ مركز المدينة: حيث تتركز جل المصانع ومؤسسات الخدمات والتجارة، ويتكون من الحي الاوربي القديم في الشمال وماحوله مباشرة (جزء مربوحة، جزء من حي مَرْسِيوين وسلطان).

ـــ الحي السكني المغربي الحديث الذي يتوفر على بعض الخدمات والتجهيزات التجارية (جزء من حي مَرْسِيوين وحي الاندلس).

ـــ الاحياء الشعبية الفقيرة (الكرابة انبويقشار والكرابة الفواكة وشمال المحال والمكتب وشمال سالم ومولاي الطيب وسيدي سليمان).

ـــ المجالات الهامشية التي، بدون أن تكون أحياء للقصدير، تشكل أفقر الاحياء (بُوهْدِيلَة ولارمود والزوبية وتيودار وجنوب المْحَال وشرق مولاي الطيب).

لقد بلغ سكان مدينة بركان سنة 1947م 7.545 نسمة. لكن ابتداء من هذا التاريخ أصبحت لمدينة بركان المكانة الاولى وسط سهل تريفة من حيث الحجم و الانشطة المرتبطة بالفلاحة ونسبة الاوربيين المستقرين بها، وذلك، نظرا لموقعها الذي تحتله المدينة بين قبائل الجبل والسهل.

وهكذا، بلغ عدد سكان بركان 20.2496 نسمة سنة 1960م، وبذلك عرفت نسبة عالية تبلغ 5،65% وظلت نسبة النمو السنوي بها مرتفعة نسبيا 3،89% بين 1971م و 1982م.

إن اسباب السرعة النسبية للتمدين في سهل تريفة لا ترجع الى التصنيع المترتب عن ازدهار الفلاحة المسقية او نمو انشطة القطاع الثالث بموازاة مع النمو السكاني للمدن، بقدر ما ترجع اصلا الى تفتيت البنيات الريفية التقليدية بسبب التحول الفلاحي التقني والاقتصادي الذي دفع بالهجرة المحلية إلى المدن، وبسبب التحول الديمغرافي والاجتماعي الذي يتمثل في سرعة النمو السكني وتحسين مستوى العيش. أصبحت بركان تستمد وجودها من المنطقة الموجودة داخلها لا لانها تزودها بالمواد الاولية للصناعة والتجارة والخدمات المتخصصة، ولكن بصفة خاصة لتجميع المنتجات وتهيئتها للتصدير وإيواء الملاكين والمشتغلين بالفلاحة والمهاجرين من الارياف. كما تجدر الاشارة إلى أن دور القيادة الادارية والتقنية لعب الدور الحاسم في إعطاء مدينة بركان المكانة الاولى في السهل حيثامدت السلطات الاستعمارية المدينة بسلطة إدارية محلية على القبائل المجاورة التي كانت تخضع مباشرة إلى عامل وجدة قبل 1912م، ثم أصبحت المدينة سنة 1959م مركزا لدائرة تضم 6 جماعات قروية.

ثم أصبحت المدينة عمالة سنة 1993م وتضم 6 جماعات حضرية (بركان، احفير، السعيدية، سيدي سليمان شراعة، اكليم، الركادة) التي تشكل شبكة حضرية تابعة لإقليم بركان .

Foto

على الصعيد الاقليمي الذي تنتمي اليه منطقة بركان، يتميز المغرب الشرقي بعزلة إزاء المغرب الاطلنتي وإزاء الاقليم الغربي للجزائر الذي كانت تربطه وإياه علاقات اقتصادية، وخصوصا ميناء الغزوات مع ميناء مليلية اللذين كانا يصدران غالبية المنتجات الفلاحية والمعدنية. 

غير أن الانسداد شبه التام لهذه الحدود منذ استقلال الجزائر، وارتباط النشاط الفلاحي والمعدني بالتصدير، ونظرا لضعف الصناعة، ثم إنشاء ميناء الناظور ابتداء من 1978م ومركب حديدي ضخم بنفس المدينة، فعمل هذان العنصران بجانب عناصر صناعية أخرى حول مدينة وجدة على رد الاعتبار الى هذه المنطقة والتخفيف من اختلال هيكلتها والتقليل من عدم التوازن بينها والمغرب الاطلنتي. وأخذ إدماج المغرب الشرقي العالمي يمر بواسطة ميناء الناظور، المنفذ الوحيد إلى الخارج.

تابع \\مصطفى عياد مع بعض الاضافات

تدخل بلاد بني يزناسن تحت حكم الادارسة بشكل نهائي عندما يغزوها ادريس الثاني ويقضي نهائيا على بعض الامازيغ الذين هم على مذهب الخارجية وذلك سنة 197هـ .

دام حكم الادارسة من 172هــ حتى سنة 305هــ، وفي هذه السنة عصفت عاصفة الفاطميين العبيديين التي قامت على أكتاف قبيلة كتامة الامازيغية، وأرادت القضاء على الادارسة، فبعثت بجيش كبير بقيادة مصالة بن حبوس الكتامي للقيام بهذا الامر. إنتصر مصالة على يحيى بن ادريس بن عمر بن ادريس فصالحه يحيى على مال يؤديه ومبايعة عبيد الله المهدي ثم ولى ابن عمه موسى بن أبي العافية كبير مكناسة الذي قام باجلاء بقية الادارسة عن مواطنهم و نقلهم إلى قلعة حجر النسر بإقليم طنجة، وهناك حاصرهم واراد القضاء عليهم، فقام في وجهه نفر من أنصاره وقالوا له: ” قد أجليتهم و أفقرتهم تريد أن تقتل بني إدريس أجمعين وأنت رجل من البربر، فانكسر على ذلك.” واستقر الامر لموسى بن ابي العافية في بلاد المغرب الاقصى و جزء كبير من المغرب الاوسط ممثلا للفاطميين العبيديين. وبهذه الحادثة المؤلمة التي لمت بالادارسة تفرقوا بين مختلف أقاليم المغرب و لجأ بعضهم إلى جبال بني يزناسن و سكنوا المنطقة ومنهم ينحدر شرفاء بني يزناسن .

دخل بنو يزناسن تحت حكم دولة موسى بن ابي العافية  واولاده، وهم كما قلنا من قبيلة مكناسة الزناتية، ودخلت قبيلة مغراوة الزناتية ميدان النزاع بتحريض العبيديين، وبالفعل وقعت الحرب بين مكناسة و مغراوة وحلت محلها، وبدأت تسيطر على بلاد بني يزناسن ومناطق اخرى من المغرب الاقصى. عند انهزام مكناسة امام مغراوة رجعت الى موطنها الاصلي الذي هو حوض نهر الملوية، ويبقى الوضع على ماهو عليه حتى قدوم المرابطين كما سنرى .

غزت قبائل بني هلال بلاد المغرب بتحريض الخليفة المستنصر العبيدي، والسبب في ذلك ان المعز بن باديس صاحب افريقية اعلن استقلاله عن العبيديين وعاد إلى المذهب السني ونبذ المذهب الاسماعيلي الشيعي. كانت هذه الغزوة سنة 443 هــ/1051م. لما وصلت هذه الجموع الكبيرة من العرب الهلالية بدأت تسيطر على قسم كبير من اراضي الامازيغ في ليبيا وتونس والجزائر، وكانوا يقدرون بحوالي 100.000 فرد. إنهزمت قبائل زناتة امام الهلاليون وازاحوهم عن مواطنهم واندفعوا غربا، وهنا يقول ابن خلدون مايلي: وغلب الهلاليون قبائل زناتة على جميع الضواحي و ازاحوهم عن الزاب وما اليه من بلاد افريقية، وانتشر بنو واسين هؤلاء من بني مرين وعبد الواد وتوجين عن الزاب الى موطنهم بصحراء المغرب الاوسط من مصاب وجبل راشد الى ملوية وفكيك. إنتهى كلام ابن خلدون. وايضا لما تقلص ملك بني حماد اهل القلعة زحفوا الى المغرب الاوسط وسكنت بعض القبائل في قبيلة بني عتيق المعروفين ببني حماد .

سكنت قبائل زناتية وصنهاجية وعربية مناطق عدة في المغرب الشرقي، هذه القبائل ومن جراء تشابك المصالح بينها والتي كانت في غالب الاحيان تنتجع أراضي جماعية مشتركة، وتضطر في المواسم العجاف إلى النزوح إلى مناطق الكلأ والماء، ستجاور في سكناها قبائل بني يزناسن ويتم إلتحام و تزاوج فيما بينها .

ما ان  قامت الدولة المرابطية، بدأ يوسف بن تاشفين في فتح البلاد وتوحيدها، ففي سنة 474هـ / 1081م زحف إلى مدينة وجدة ففتحها وفتح بلاد بني يزناسن، ولما قامت دولة الموحدين على انقاض المرابطين، افتتح عبد المؤمن بن علي بلاد بني يزناسن خلال غزوته الطويلة التي مكث فيها 7 سنين من سنة 534هــ/1139م إلى 541هــ/1146م .

بعد انقراض دولة الموحدين تمكن بنو مرين الزناتيون من فرض سيطرتهم على المغرب الاقصى، ولكن بلاد بني يزناسن كانت تابعة إما  لدولة بني عبد الواد او لبني مرين، وكانت بنيهم عداوة ضارية وحروب متطاحنة وطويلة. وفي سنة 714هـ/1314م غزا السلطان المريني أبي سعيد عثمان ابن يعقوب بن عبد الحق تلمسان وَلما انْتهى إِلَى وَادي ملوية، فَدخل بِلَاد بني عبد الواد في جيشين عظيمين بقيادة ابنيه فاكتسح نَوَاحِيهَا، ثمَّ نَازل وَجدّة فقاتلها قتالا شَدِيدا فامتنعت عَلَيْهِ ثمَّ نَهَضَ إِلَى تلمسان وقد تحصن ابي حمو صاحب تلمسان بأسوارها وَغلب السُّلْطَان ابو سعيد على معاقلها وَسَائِر ضواحيها فحطمها حطما ونسفها نسفا ودوخ جبال بني يزناسن وأثخن فيهم . 

أصبحت بلاد بني يزناسن في فراغ سياسي وخاصة في أواخر السعديين، وعندما طلبت الجزائر من العثمانيين الاتراك على ان يتدخلوا في ارضهم لنجدتهم والتصدي للعدوان الاسباني، دخل ايضا بنو يزناسن في طاعتهم إلى حين مجئ المولى اسماعيل ويدخلهم في رحاب الدولة العلوية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *