تونس \\ في هذه المسيرة كان المغرب متواجدًا من خلال مجموعة من الشخصيات السياسية التي طارت إلى تونس مؤازرة لشعبها ،

hissprss.net
يوم الأحد29 مارس 2015م 

بالقرب من باب سعدون الشهير، وعلى مدار شارع 20 مارس بالعاصمة التونسية، صدحت أصوات آلاف المتظاهرين ضد التطرّف. تعددت الجنسيات في هذا الحدث الاستثنائي، وتوّحدت لغاتها كي تكون الرسالة واضحة: تونس لن تتوقف عن مسار البناء بسبب حادث إرهابي معزول راح ضحيته 22 قتيلًا قبل أيام.

في هذه المسيرة التي تأتي يومًا واحدًا بعد انقضاء المنتدى الاجتماعي العالمي، كان المغرب متواجدًا من خلال مجموعة من الشخصيات السياسية التي طارت إلى تونس مؤازرة لشعبها في هذا الظرف الاستثنائي، منها: المستشار الملكي عبد اللطيف المنوني، والأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، وزير السكنى والتعمير نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى الباكوري، فضلًا عن البطلة الأولمبية السابقة نوال المتوكل.

الشبيبات الحزبية كذلك كانت حاضرة من خلال الشبيبة الاستقلالية، زيادة على العديد من زوار المنتدى ممّن سمحت لهم تذكرة العودة بحضور المسيرة. وقد شوهد العلم المغربي على مدار هذه المسيرة التي استمرت لأزيد من أربع ساعات، ولم تنته حتى وهي تصل إلى ساحة باردو، إذ بقي المتظاهرون يتجمعون هناك لدقائق مطوّلة، قبل أن يذعنوا لمطالب الأمن في النهاية باختتام المسيرة.

زعماء العالم كانوا حاضرين في هذه المسيرة، فزيادة على الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، حضر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن. وقد التحف الجميع بالعلم التونسي مؤكدين تضامنهم مع الضحايا، ومشددين على ضرورة إجلاء الإرهاب من العالم.

وقد أظهر الكثير من التونسيين المشاركين في المسيرة، الكثير من الاحترام للقوات الأمنية التي تسهر على تنظيم هذا الحدث، إذ كان الشباب يلتقطون الصور معها ويهتفون باسمها، في إيمان منهم بدور القوات المسلحة التونسية على مواجهة خطر الإرهاب، كما تلاشت الاختلافات بين جميع الإيديولوجيات المشاركة، فقد حضرت المسيرة تنظيمات محسوبة على العلمانيين، وأخرى محسوبة على الإسلاميين.

بيدَ أن هذا التلاشي ليس هو سيد الموقف في تونس هذه الأيام، فقد أعلنت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة رفضها المشاركة في المسيرة، معتبرة أن حزب النهضة المشارك في هذا الموعد المندّد بالإرهاب، ينافق المشاركين ويحاول التغطية على مسؤوليته فيما وقع، بل واتهمت أطياف من اليساريين حركة النهضة بربط علاقات مشبوهة مع التنظيمات الجهادية إبّان فترة حكمها ما بين 2011 و2014.

وقد خيّمت على المسيرة أخبار ملاحقة القوات المسلحة التونسية للعناصر الجهادية المتسببة في اعتداء باردو، إذ قتلت القوات التونسية تسعة أفراد قبل ساعات قليلة من بدء المسيرة، يشتبه في وجود علاقة بينهم وبين ما وقع في باردو، ينتمون إلى ما يعرف بكتيبة عقبة بن نافع المتشددة، وهي الجماعة التي اتهمتها السلطة بتدبير الهجوم، رغم إعلان تنظيم “داعش” مسؤوليته عن ذلك.

مسيرة اليوم لم تقتصر فقط على التنديد بالإرهاب في تونس، بل هناك من المتظاهرين من ندّد بالتحالف العربي الموّجه ضد المتمرّدين الحوثيين في اليمن، وهناك من المتظاهرين من ندّد بالجرائم الصهيونية في حق الفلسطينيين، أما البعض الآخر، فقد دعا إلى تحالف حقيقي بين دول المغرب الكبير لمواجهة خطر “داعش”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *