مدينتي ووطني…إلى أين؟

hisspress.net 
بقلم \ ذ . حميد الزاوكي 
الأربعاء 17 يونيو 2015 م 

تشهد أحياء المدينة مجموعة من المشاكل المرتبطة بالحياة الكريمة للمواطن، مشاكل ناتجة عن نقص كبير في تلبية الحاجات الأساسية للساكنة، كالماء الصالح للشرب والكهرباء والصرف الصحي والسكن وتعبيد الطرق والأزقة واحتلال الملك العام…

السؤال الذي يطرح نفسه حاليا.ماذا فعلنا بأنفسنا حتى نصل إلى هذه الحالة المزرية من التدهور والتمزق والرغبة في هجرة المدينة، واستمرار الشعور بالقلق والقهر والظلم وعدم المساواة والعبثية في تسيير الواقع المحلي؟

مدينة زايو أصبحت حاليا من أقل المدن تنمية في الإقليم والجهة،وكثيرا ما نميل إلى تحميل المجلس البلدي المسؤولية أو على الأقل البعض منها.وكأن هذا المجلس نزل على رؤوسنا من فراغ وبالتالي فلا مسؤولية علينا بتاتا كمواطنين وهيئات وأحزاب وجمعيات.

فلا يجب أن نقرر بأن المشكلة كلها في المجالس المنتخبة،أو الحكومة وجهات أخرى ونحن جميعا أبرياء، إذا أردنا أن تتغير مدينتنا ووطننا ، فعلينا أن نغير أنفسنا وتصرفاتنا ولا يجب أن ننسى أن النخب السياسية المنتخبة حاليا كانت نابعة من صناديق الاقتراع وبإرادتنا ومن ثم علينا مراجعة اختياراتنا والتركيز على النخب ذات الكفاءة والقيم والأخلاق السمحة التي بقدرتها تدبير الشأن المحلي بحكامة.

 إن التهجم والتفاهة والترويج لأفكار المغلوطة وإلقاء اللوم على جهة معينة دون تغيير العقليات والمناخ الفكري السائد بالمدينةوالوطن سيؤدي إلى مزيد من التدهور والتخلف هذا هو الواقع المرير الذي نتخبط فيه ولا نجد له مخرجا،فنقع في إعادة إنتاج تخلفنا وزيادة ها مشيتنا في المجتمع الأقليمي و الدولي.

البعض منا يدافع عن سمو القوانين والقيم الكونية وهو لا يدري أنه أصبح في خدمة النظام والمشروع العالمي الجديد الذي ترعاه الدول الإمبريالية ،والبعض الاخر يدافع عن القيم الإسلامية المستمدة من الهوية والحضارة المغربية. فمن منا أقرب الى الصواب ؟

نسمع  في المحيط  أخبار مفاجئة تهم الشأن العام المحلي والوطني فضائح أخلاقية أحاديث مغلوطة وتسريبات تربوية حوادث سير بالجملة… هذه احداث دقيقة ومتتالية عرفها المغرب هل هي صدفة أم مؤامرة؟إنها التفاهة السياسية وخيانة البلاد والعباد، وغياب الحكامة في التسييركل هذه السلوكيات تسيءللعمل السياسي ولا تخدم مصالح الوطن ،وتسيء إلى المواطنين والأحزاب السياسية وتشوه سمعة المغرب الخارجية.

إن التخبط في العشوائية والقرارات الغير العقلانية وغير المدروسة هي نتيجة فراغ فكري نعيشه، ونتيجة غياب منظومة حضارية متماسكة مستمدة من القيم الإسلامية التي تحدد ضوابط العمل في الشأن العام.

إن نهضة هذا البلد العزيز إلى مستوى الدول الصاعدة تقتضي منا الوحدةوالاستقامة و التشبع بقيم المواطنة من أجل عهد  جديد ومشرق في عالم متقدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *