بني وكيل + صور فيديو _تفويت جبل الدشيرة التاريخي لأحد الخواص حاضر بقوة في اليوم الدراسي حول البيئة بدوار السرارجة

A21

hisspress.net

الاثنين  ماي 2016 م

وجدة _ صور وتحريرعبد القادر بوراص 

بفضاء طبيعي رحب يطل عليه جبل الدشيرة الشامخ شموخ المقاومين ــ مغاربة وجزائريين ــ الذين اتخذوا مغاراته ملجأ تنطلق منه غاراتهم وهجوماتهم ضد المستعمر الفرنسي الغاشم ، جبل ظل وفيا لأهل دوار السرارجة المنسي بمنطقة بني وكيل منذ آلاف السنين ،  بهذا الفضاء استقبل مسؤولو جمعية بني وكيل للبيئة والتنمية الفلاحية ضيوفهم من فعاليات جمعوية ومثقفين مبدعين توافدوا منذ وقت مبكر من صباح يوم السبت 30 أبريل المنصرم من مختلف مدن الجهة الشرقية ، تحت ظل خيمة بدوية واسعة ، لحضور فعاليات اليوم الدراسي للتعريف بالبيئة وأهميتها في حياتنا اليومية .

اليوم الدراسي افتتحته سناء النعيمي رئيسة الجمعية المذكورة المنحدرة من دوار السرارجة الذي أصبح خارج تغطية المجلس الجماعي لبني وكيل وخلت أجندة مستشاريه من إدراجه فيها حتى ينال نصيبه من التنمية ، ( افتتحته ) بكلمة ترحيبية بضيوفها بمن فيهم براعم إحدى المدارس الخصوصية بوجدة الذين أبوا إلا أن يساهموا في هذا اليوم البيئي من خلال غرس كل واحد منهم لشجرة ، قبل أن تبرز الهدف الإيجابي وراء تنظيم هذا اليوم الدراسي والتواصلي في ذات الوقت ، والمتمثل في التحسيس بأهمية البيئة في حياتنا اليومية ، داعية إلى ضرورة المحافظة عليها ، ومؤكدة بأن البيئة ليست كلمة تردد أو شعارات تكتب أو منشورات تلصق ، وإنما هي هواء نقي للتنفس ، وماء صالح للشرب ، وشاطئ نظيف ، وبحر غير ملوث ، وتربة صالحة للزراعة ، معززة كلامها بمقتطفات من خطابات صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الشأن ، إلا أن الاستعمار الجديد ، استعمار الفساد السياسي والأخلاقي والمهني ، والمدمرين للبيئة ، ومعهم بعض المسؤولين من ذوي الضمائر ‘ الرخيصة ‘ ــ بحسب تعبير الناشطة الجمعوية سناء النعيمي ــ الذين يسعون إلى تدمير نقاء البيئة وجماليتها ، ويكيفون الخطابات الملكية وفق مصالحهم الشخصية ، في إشارة ضمنية إلى عملية تفويت جبل ‘ الدشيرة ‘ التاريخي إلى أحد المقاولين الذي سيحوله إلى مقلع سيلحق ، دون شك ، أضرارا بليغة بالمجال البيئي بهذه المنطقة ذات الطبيعة البكر .

وأشادت رئيسة جمعية بني وكيل للبيئة والتنمية الفلاحية بلهجة لا تخلو من اعتزاز وفخر بأمجاد أهل دوار السرارجة وبطولاتهم في مقاومة ودحر الاستعمار ، وحمل مشعل الدفاع على الأرض والعرض حتى لا تستباح هويتها ، مؤكدة أن أهل دوار السرارجة ما زالوا على العهد والوعد لمحاربة الاستعمار الجديد ، الذي يسعى إلى الإساءة لهم من خلال الاعتداء على بيئتهم وما يخلفه ذلك من أمراض مستعصية كثيرة .

وكان الحضور النخبوي المتنوع على موعد مع الزجال الموهوب ‘ أحمد السامحي ‘ الذي أتحفهم بقصيدة عامية تغنى فيها بجمال طبيعة جماعة بني وكيل ونسب أهلها العريق ، وخصالهم الحميدة من كرم وجود وشجاعة ، مما أثار إعجاب شيوخ وشباب دوار السرارجة الذين صفقوا له بحرارة . كما استفاد الأطفال الذين استهواهم سحر الفضاء الطبيعي بخضرته وأزهاره المختلفة الأشكال والألوان فتسابقوا لقطفها ، ( استفادوا ) من توجيهات تربوية في كيفية المحافظة على البيئة نشطها بهلوان بأسلوبه الكوميدي ومرحه البهيج ، مما جعل البراعم الصغار يندمجون معه بشكل إيجابي .

وختمت فعاليات هذا اليوم الدراسي بعملية تشجير واسعة ، شارك فيها الأطفال بفعالية كبيرة ، قبل أن يقوم الجميع بجولة إلى جبل ‘ الدشيرة ‘ ، حيث وقفوا أمامه مترحمين عليه ، بعد أن أقيم سياج حوله لمنع الدخول إليه . وقام أحد النشطاء الجمعويين بإلقاء كلمة مرتجلة استنكر فيها عملية تفويت هذا الجبل إلى أحد الخواص بهدف تحويله إلى مقلع .

A18 A19 A20 A21 A22

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *